عندما تتعرض قدسية الحياة الزوجية إلى خطر يهدد بانهيارها

عندما تتعرض قدسية الحياة الزوجية إلى خطر يهدد بانهيارها فإنه من الواجب علينا أن نناقش جذور القضية وأن نواجه الحقائق بدلاً من أن ندفن رءوسنا في الرمل•

ولا شك أن الحياة الزوجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجمع التفاصيل التي تضبط نظام هذه الحياة وتصور كرامة طرفي المعادلة وتساعد علي أداء الواجبات والحقوق دون أن يتضرر أي طرف من الأطراف فالخلل في كرامة الزوجين يزهق احترام النفس في المحيط العائلي والاجتماعي ، وحتي نقترب من جوهر الموضوع لابد أن نبحث أولاً عن تحديد معاني المعاشرة فالتعامل مع الغريزة الجنسية وتفريغ طاقتها بين الزوجين هو ما يعرف بالجماع الذي تحدد له الشريعة آدابه وسلوكياته التي ينبغي مراعاتها والتأدب بها بما يحفظ الكرامة ويجعل العلاقة تستمر في إطارها الشرعي دون ممارسات غير أخلاقية تتنافي و الطبيعة السليمة •

فماذا لو تحولت تلك العملية إلي سلوك بهيمي يتنافي كلية والغاية من الزواج؟•• لا شك أن الانهيار سيكون واقعاً والانفصال سيكون حتمياً لسبب بسيط وهو أن العلاقة بين الزوجين لم تصبح طبيعية بعد أن فقدت قدسيتها وفي هذاالتحقيق سوف نتعرف علي صرخات أنثوية من أفعال الأزواج وما المضار الجسدية والنفسية لهذه الأفعال والأحكام الشرعية فيها •

قصص مأساوية

بداية تقول (م - هــ ) : عندما عقد قراني على رجل متزوج كنت في غاية السعادة لأنني سوف أكون عذراء حتي ليلة الزفاف اعتقاداً مني بأن الزوج تحته زوجة أخرى، لكنني فوجئت به يخبرني بوقاحة متناهية أنه يريد معاشرتي علي طريقته الخاصة وعندما رفضت ذلك هددني بالطلاق •• وللأسف الشديد رضخت له لأنني أعرف ماذا سيقول الناس إذا ما حدث الطلاق سريعاً •• وإستمر معي عل» هذا الوضع •• كنت أموت في كل مرة من الألم والتعب ولكن بعد فترة وتحت إصراري أن تكون المعاشرة صحيحة طلب الانفصال وحدث دون أن أخبر أهلي بحقيقته •

وتحكي ( ح • س ) قصة أخرى من قصص المعاناة فتقول : عقد قراني وأنا في المرحلة الثانوية ولم أكن أعي ما تعنيه كلمة زواج سوى أن هناك رجلاً يحب امرأة بغض النظر عما إذا كانت هي تحبه أم لا •• وبدأت حياتي بمعاشرة جنسية غريبة بالنسبة لي وكنت أرفضها لأنني لم أكن أعرفها ومع تبدل حال الزوج وسوء خلقه أصبحت أكرهه وصار كلما يدعوني للفراش أرفض فلم أكن أعلم إن كنت سأستمر في هذا الزواج أم لا •• إلى أن أخبرني صراحة أنه سوف يحافظ على عذريتي لأنه سوف يعاشرني بطريقة لا ينتج عنها أولاد وتحت عنفه وإلحاحه المستمر رضخت له وبعد هذه المعاشرة أحسست بالحقارة وضآلة النفس والكره لذاتي مما جعلني أتخذ القرار الصحيح وهو الانفصال •• و قمت بخلعه وأرجعت له كل ما قمت بأخذه لكنه لم يرجع لي ما أخذه من كرامتي •

بين الإنسان والحيوان

ويري علماء متخصصون في الطب النفسي أن الرجل هو الذي يسيطر على المعاشرة ويفترض أن يكون أكثر حرصاً على آداب الجماع وصيانة كرامة زوجته التي ستصبح يوما أماً لأولاده ، ولكن للأسف الشديد فإن احترامه الشرع يأتي منه•

وقالوا إن الذي يميز الإنسان عن الحيوان في الغريزة هو حسن توظيفها ولكن استخدام العنف في هذه العلاقة هو انحراف عن كل القواعد الإسلامية التي تدعو إلى التودد والرحمة وليس العنف •

وحذروا من تلك الممارسات الغريبة علي مجتمعاتنا فنحن مأمورون بإتباع سنة الرسول الكريم في حسن المعاشرة والرفق واللين والتقديم للنفس •

واتهموا القنوات الفضائية بأنها السبب المباشر لكل هذه الأفكار الهدامة التي ترسحت في عقول الشباب ، فليس هناك رجلاً يحب زوجته ويحترمها يمكن أن يقوم بمثل هذه الأفعال الدونية والحقيرة •

ويقول د • أحمد الجزار استشاري أمراض النساء والتوليد بقصر العيني إن معاشرة المرأة بطريقة غير صحيحة يفتح أبواباً متعددة من المشكلات الصحية أولها أن هناك قائمة طويلة من الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الممارسات غير الطبيعية بين المرأة وزوجها وقد تصيب الرجل والمرأة على حد سواء خاصة التهابات البروستاتا المزمنة والتي يؤدي تكرارها إلي العقم التام ،وحتى الآن هناك أشخاص غير أسوياء ولهم علاقات غير مشروعة ومشبهة وهذا يمثل أيضاً خطورة كبيرة حيث يساهم ذلك في انتشار العدوى بين هؤلاء من أصحاب الأهواء المنحرفة وهذه كارثة تهدد المجتمع•

ويضيف د• الجزار أن تكرار المعاشرة الجنسية الخاطئة بالنسبة للمرأة يؤدي إلى حدوث تهتك بعضلات المهبل قد يتيح عدم القدرة علي التحكم في البول وقد يؤدي إلى ظهور البواسير الشرجية •

وبإجماع العلماء والفقهاء فإن إتيان المرأة بطريقة غير مشروعة حرام وذهب بعض الفقهاء إلى أن من حق القاضي إذا عرف أن زوجاً يعاشر زوجته بدرجة من العنف والقسوة فإن له الحق أن يطلقها من زوجها وعلى المرأة أن ترفض هذا الأمر لأنها لا تتلذذ بهذا وقد تتضرر وتتأذى •