كيف تنشأ المشاكل عند الشباب ؟

كيف تنشأ المشاكل عند الشباب ؟
إن المشاكل عند الشباب تنشأ نتيجة للعقبات التي تحول بينهم وبين إرضاء حاجاتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية ، وبالتالي بينهم وبين تحقيق النمو الجسمي والتكيف النفسي والاجتماعي السوي . وتنقسم هذه العقبات إلى :
أ – عقبات ذاتية : تكمن في النقصان في الإمكانيات والاستعدادات الوراثية ، والمرض الجسمي ، والنقص الجسماني ، والضعف العقلي ، وعدم تمشي مستوى الطموح الشخصي مع استعداداته وإمكانياته ، والشعور بالنقص ، والتضارب بين الدوافع والرغبات ، وما إلى ذلك .
ب – عقبات بيئية : ترجع إلى التربية المخطئة للشخص ، وإلى النقص في البيئة التي يتفاعل معها والتي من مظاهرها البيت ، والمدرسة ، والمجتمع العام ، وظروف العالم الخارجي .
أولاً : مشكلات الشباب الصحية والجسمية
وتتمثل هذه المشكلات الصحية والجسمية في الآتي :
الأمراض والاضطرابات والانحرافات الصحية .
عاهات الحواس والعيوب البدنية .
المشكلات الناشئة عن التغيرات الجسمية التي تطرأ على الفرد في مراهقته وبداية بلوغه .
المشكلات المترتبة على الظروف الفردية بين الشباب في نموهم الجسمي وأحوالهم البدنية .
المشكلات المتصلة بسوء التغذية .
ثانياً : المشكلات الاجتماعية للشباب
مفهوم المشكلات الاجتماعية للشباب هي تلك الصعوبات ومظاهر الانحراف والشذوذ في السلوك الاجتماعي ، ومظاهر سوء التكيف الاجتماعي السليم ، التي يتعرض لها الفرد فتقلل من فاعليته وكفايته الاجتماعية ، وتحد من قدرته على بناء علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين وعلى تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب . فهي صعوبات وانحرافات سلوكية ترتبط بعلاقات الشباب بأفراد وقيم وعادات وتقاليد وقوانين وتوقعات مجتمعه .
والمشكلات الاجتماعية للشباب ليست منفصلة عن مشكلاتهم الجسمية والنفسية والعقلية والفكرية ، بل هي مرتبطة بها تمام الارتباط ، وفي كثير من الأحيان نجدها متداخلة معها ، فالشاب إذا ساءت صحته أو أصيب بنقص جسماني لا يقف تأثير ذلك عند حد تقليل كفايته الجسمية بل يتعدى ذلك إلى تقليل كفايته النفسية والعقلية والاجتماعية .
ثالثاً : المشكلات النفسية للشباب : ترجع المشكلات النفسية في المقام الأول إلى سوء توافق الفرد مع نفسه ومع بيئته بسبب فشله في تحقيق أهدافه وإرضاء حاجاته النفسية والجسمية والاجتماعية . إذن هناك صلة مباشرة بين المشكلات النفسية والتكيف النفسي
أولاً : مفهوم التكيف النفسي والطريقة التي تتم بها عملية التكيف :
فالشباب كغيره من أفراد المجتمع – له دوافعه وحاجاته الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية التي يسعى دائماً لإشباعها لأنه يتوقف مدى تكيفه أو توافقه الجسمي والنفسي والاجتماعي على هذا الإشباع . وتتمثل عملية التكيف في التفاعل الذي يتم بين الفرد وبيئته المادية والاجتماعية وفي المجهود أو النشاط الذي يقوم به لإرضاء رغباته وإشباع حاجاته ، ودوافعه ، التي من أهمها : الحاجة إلى تـأكيد الذات ، وبالتالي إلى تحقيق التكيف المرغوب ، غير أن هذا الإشباع وما يترتب عليه من تكيف وراحة نفسيين قد يتحقق أحياناً بسهولة ويسر وبمجرد الاستجابات والمحاولات الأولى للفرد، وقد يتحقق أحياناً أخرى بصعوبة بالغة وبعد جهود كبيرة ، وقد لا يتحقق على الإطلاق في بعض الأحيان ، وهنا يبدأ الصراع وتنشأ المشكلات النفسية
ثانياً : الحيل اللاشعورية كوسائل للتكيف النفسي : والفرد ليخفف من حدة توتره بسبب فشله في تحقيق هدفه ، وبالتالي في إشباع دافعه وإرضاء حاجاته – ولو بصورة مؤقتة – فإنه يلجأ لا شعورياً إلى بعض العمليات العقلية أو الحيل الدفـاعية ، وهذه العمليات أو الحيل تعتبر في مجموعها حيلاً لا شعورية ، بمعنى أنهـا تصدر عن الفرد بغير قصد أو بصورة تلقائية آلية لا تسبقها رؤية أو تفكير ، فهو لا يعرف السبب الذي دفعـه للقيام بها ، أو مدى مساعدتها له على التكيف. وهي الخط الدفاعي للفرد ضد الشعور بعدم الرضــا ولهذا سميت بالحيل الدفـاعية Deficiency Mechanism ، وقـد تكون أحياناً في صورة حيـل هروبية Escape Mechanism وتكون أحياناً أخرى في صورة حيل كبتية Repression Mechanism
ومن هذه الحيل السائدة نذكر منها :
1-التبرير Revitalization
2-الإسقاط Projection
3-الكبت Repression
4-التقمص Identification
رابعاً : المشكلات العقلية للشباب : هناك بعض المشكلات المتصلة بقوة الشباب العقلية وبتحصيلهم الدراسي وعلاقاتهم مع السلطة المدرسية وبرصيدهم المعرفي وثقافتهم العامة وهذا النوع من المشكلات يشمل جميع الانحرافات والاضطرابات العقلية وجميع أوجه النقص أو الضعف العقلي والمعرفي والثقافي التي يتعرض لها الشباب فتهز من شخصيتهم وتقلل من فاعليتهم وقدرتهم الإنتاجية ومن تحصيلهم الدراسي ومن فرص نجاحهم في دراستهم ، وفي حياتهم بصورة عامة .
والمشكلات العقلية تشمل أيضاً العقبات التي تصادف الشباب أو الفرد بصورة عامة في حياتهم فتحول بينه وبين تنمية استعداداته وقدراته العقلية إلى أقصى ما يمكن من الكمال أو تحول بينه وبين الوصول إلى التحصيل الدراسي الذي يتناسب مع إمكانياته العقلية الفطرية أو بين تحقيق النجاح المطلوب في حياته الدراسية وفي توسيع آفاق ثقافته العامة .
خامساً : مشكلة ضعف الوازع الديني للشباب ويقصد بضعف الوازع الديني بين الشباب ما يشمل ضعف الإيمان والعقيدة ، وعدم الثقة في نصر الله وتأييده ، واعتناق بعض المذاهب الفكرية الوضعية المنافية لروح الدين والعقيدة ، والتصور المخالف لروح الدين والعقيدة بالنسبة لذات الله وحقيقة الكون والحياة والإنسان وبالنسبة للعلاقة بين هذه القوى المختلفة ، والتشكيك في قيمة الدين وفي قدرته على مواجهة ومعالجة مشكلات الحياة الحاضرة ، والتصور بأن الأخلاق يمكن فصلها عن الدين ، وعدم التمسك بتعاليم الدين وعدم الالتزام بأوامره ونواهيه وعدم التطبيق العملي لتعاليمه وشعائره ، وتحلل الأخلاق وفساد السلوك ، إلى غير ذلك من مظاهر ضعف الوازع الديني
أسباب ضعف الوازع الديني بين الشباب :
1– ضعف اهتمام الأسرة العربية بغرس هذا الوازع الديني والعقيدة الدينية الصحيحة والقيم الدينية السليمة في نفوس أولادها منذ نعومة أظافرهم عن طريق التلقين والإقناع والممارسة العملية المستمرة ، وجهل الآباء بتعاليم الدين وقيمه وعدم التزامهم بممارسة شعائره وتعاليمه ، وفشلهم في ضرب القدوة الحسنة لأولادهم في الدين والأخلاق الفاضلة
2 – رفقة السوء ومخالطة الملحدين والمنحليين خلقياً ، والجيرة المنحلة التي لا تقيم للدين ولا للأخلاق وزناً ، كما قال القائل
3 – فشل المدرسة ومن ثم الجامعة في توفير التربية الدينية الصالحة التي توفر المنهج الديني والكتاب الديني المدرسي الصالحين في محتوياتهما
4– انتشار الكتب ووسائل التثقيف الأخرى – وبأرخص الأثمان – التي تشكك في العقيدة وفي قيمة تعاليم الدين وأحكامه ، أو تروج لاتجاهات فكرية منحرفة أو تفسيرات للكون والإنسان تخالف روح الدين كالتفسير المادي الماركسي للتاريخ والتفسير الجنسي الفرويدى للسلوك البشري والتفسير الحيواني الداروني للإنسان ، أو تدعو إلى ممارسات في الحياة تخالف الدين تحت ستار العلم والعولمة .
5 – فشل وسائل الإعلام في تقويم مبادئ الدين وأحكامه وأخلاقه في الشكل الذي يجسمها أمام الناس ويرغبهم في التمسك بها ويبين أهميتها في الحياة .
6 – الجهل السائد بالإسلام وبروحه الإنسانية والعلمية والتقدمية ، وتأخر المسلمين وسوء أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية ، وانفصال الحياة العملية عن أحكام الدين وتعاليمه حيث إنها أصبحت تنظمها قوانين وضعية لا تخلو من التعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ، والتغير الاجتماعي السريع وما يصحبه من هذه القيم وضعف الولاء لها ومن تحول كثير من المجتمعات من مجتمعات ريفية أو رعوية إلى مجتمعات حضرية وصناعية .
رد مع اقتباس