مواقف في حب الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام

مواقف في حب الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام
بعد انكسار المسلمين في احد وقد حرك هذا الانكسار شماتة الشامتين وايقظ الاضغان النائمة , فجاء رهط من العرب يقولون لمحمد... ان بين عشائرنا من يريد ان يسلم فابعث معنا نفرا من اصحابك يعلموننا شعائر الاسلام ويقرئوننا القران ... فأرسل معهم ستة من كبار الصحابة فلما ابتعد الركب وبلغ ماء لهذيل بناحية تدعى الرجيع انقلب العرب وغدروا باصحاب محمد , واستصرخوا باعوان لهم من هذيل فانقضوا عليهم بالسيوف في ايديهم ,فاخذ المسلمون اسيافهم ليدافعوا عن أنفسهم فقال رهط هذيل . ان والله ما نريد قتلكم ولكنا نريد ان نصيب بكم في مكه .
هى اذن مصيبه اشد من القتل فانهم يريدون بيعهم اسرى في مكة لتمثل بهم قريش شر مثلة.
لا والله ان الموت لاهون.
وقاتل المسلمون فقتل منهم ثلاثة ... ورجم العرب المسلم الرابع حتى الموت.. واخذوا الاثنيين الباقيين اسيرين مكبلين بالسلاسل الى مكة وهناك باعوهما رقيقا .. فكان زيد بن الدثنه من نصيب صفوان بن امية الذى اشتراه ليقتله ثائرا لابيه امية بن خلف ( الذى قتله المسلمون في بدر), فدفع به الى مولاه نسطاس ليقتله فلما قدم للموت سأله ابو سفيان:
انشدك الله يا زيد اتحب ان محمدا الان عندنا في مكانك تضرب عنقه وانت في اهلك ..
قال زيد: والله ما احب ان محمدا الان في مكانه الذى هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وانا جالس في اهلى .
فعجب ابو سفيان وقال :مارايت من الناس احدا يحب اصحابه ما يحب اصحاب محمد محمدا . وقتل نسطاس زيدا فذهب شهيد الحب والايمان والوفاء .
اما الاسير الثانى(خبيب) فحبسوه ثم خرجوا به ليصلبوه فقال لهم: ارايتم ان تدعونى حتى اركع ركعتين فافعلوا .. فتركوه فركع ركعتين تمهما واحسنهما ثم اقبل على القوم قائلا : اما والله لولا ان تظنوا اني انما طولت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة ... ورفعوه الى خشبة فلما اوثقوه نظر اليهم بعين تقدح شرارا وصاح مغضبا:
اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا .
فاخذتهم الرجفه من صيحتة واستلقوا على جنوبهم حذرا من ان تصيبهم لعنته ثم قتلوه وكان في امكان الاسيرين ان يفتدوا حياتهم بالارتداد عن الاسلام.
ولكنه الايمان واليقين والحب للدين ولصاحبه ولوجه الله الذى تهون في سبيله الدنيا ومافيها.
واننا لنسمع عن ذلك الحب من عروة بن مسعود الثقفى والذى كان سفيرا لقريش عند محمد في مفاوضات الحديبية . فلما رجع من سفارته حدث عن امر محمد واصحابه قائلا..
يا معشر قريش اني جئت كسرى في ملكه, وقيصر في ملكه, والنجاشي في ملكه , واني والله مارايت ملكا في قومه قط مثل محمد في اصحابه . لايتوضا الا ابتدروا وضوءه , ولا يسقط من شعره شئ الا اخذوه , وانهم لن يسلموه لشئ ابدا.
وليس هذا عن غرام من محمد بالتعظيم وانما عن حب وفداء .
الم يقل الله لموسى:
﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْـنَعَ عَـلَى عَـيْنِي ﴾-( سورة طـه: آية : 39)
فتحرك لموسى قلب فرعون حينما راه وليدا في المهد وهو الذى امر بذبح جميع الاطفال والولدان .
هنا سند الغيب والتوفيق والتمكين من الله لنبيه في الارض وفي التاريخ وفي قلوب هؤلاء البدو الجفاة الغلاظ اللذين يئدون بناتهم افلاذ اكبادهم ويدفنونهم احياء في التراب . وبدون هذا السند الالهى لا نستطيع ان نفسر امورا ووقائع كالخيال