الأخبار التي جُمعت فيه وكيفية ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم





الأخبار التي جُمعت فيه وكيفية ذلك


في بداية كتابه يتطرق إلى نفسية البخيل ويحاول الكشف عن العوامل التي تجعله يتمسك بالبخل، منكرا هذا التصرف. فقد جمع الجاحظ في "بخلائه" أخبار البخلاء والمبخلين في عصره وقبله، فصور حالتهم كما رآها حول البخل وقد ذكر رسالة سهل بن هارون التي تعتبر مرجعا في باب البخل والتي رد بها على بني عمه الذين ذموا مذهبه في البخل، وبعد ذلك ذكر قصة أهل خراسان فقد كان البخل من طبعهم وخاصة أهل مرو، تليها قصة أهل البصرة وقصة زبيدة بن حميد الصوفي، ليلى الناعطية، احمد بن حلف، خالد بن يزيد وغيرهم. بعد ذلك يثبت رسالة أبي العاص التي أرسلها إلى الثقفي في ذم البخل ومدح الكرم، ورسالة ابن التوأم التي كتب فيها ردا على رسالة الثقفي في إظهار مفاسد البذل. ويختم الكتاب بلائحة تفصيلية عن أطعمة العرب شارحا المواد التي اشتملت عليها وكيف تم تركيبها . وتم ذكر ألوان الحياة الاجتماعية في هذا الكتاب وهي:

1. ضيف البخلاء: فالضيف عادة مُكَّرم وله احترامه، فقد تفنن البخلاء في إكرام الضيف ومعاملته فلهم نظام معين في تقديره واحترامه، فمنهم من طلب الأجرة من الضيف. هكذا تفنن البخلاء ونسوا إكرام الضيف كما يجب أن يكون، قال الشاعر:
ونكرم الضيف ما دام فينا ونتبعه الكرامة حيث مالا

2. نصائح البخلاء وإرشاداتهم: البخلاء يسدون النصائح ويوجهون الإرشادات، تبعا لعامل البخل ونزعته في نفوسهم.

3. تفسيرات البخلاء: إن الإنسان الصحيح هو الذي يتمتع بعادات اجتماعية سليمة، وان سئل أجاب بما يتناسب مع واقعه الاجتماعي. والبخلاء كثيرا ما سئلوا وأجابوا بما يناسب نزعاتهم الشحيحة التي لا تمت غلى نفسية سائلهم بصلة ولا إلى حقيقة الواقع الاجتماعي، فكثيرا ما أجابوا عن السبب وعكسه وكان ذلك تبعا لأهوائهم الشخصية.

4. بين الشعوبية والعرب: الشعوبية هم جماعة من الأعاجم الذين عرفوا ببغضهم للعرب وحقدهم عليهم، هذا الشيء تولد نتيجة لإساءة معاملة بعضهم من جفاه الولاة، واعتقاد جماعة من الموالي أنهم أزكى من العرب وأعرقهم حضارة ومدنية. لذلك حلل الجاحظ البخل وفضح مساوئه وكان ذلك ردا على الشعوبية التي قللت من قيمة العرب وقولها لهم ان الكرم ليس من الخصال الحميدة.

وقد استند الجاحظ في كتابة كتابه على:
- ملح الحزامي.
- احتجاج الكندي.
- رسالة سهل بن هارون.
- كلام ابن غزوان.
- خطبة الحارثي.
- كل ما حضره من قصص ونوادر.